د. سعد بن محمد دهلوي

مدير عام الدراسات البيئية 

المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي


تسعى المملكة العربية السعودية، في إطار رؤية 2030، إلى تعزيز مصادر الطاقة المتجددة، حيث وضعت وزارة الطاقة أهدافًا طموحة لزيادة إنتاج الطاقة النظيفة، وخاصة الطاقة الشمسية ويهدف هذا التوجه إلى خفض الانبعاثات الكربونية، وتعزيز استدامة الموارد، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يسهم في تحقيق التزامات المملكة في مواجهة التغير المناخي.

ومع تزايد مشاريع الطاقة الشمسية، يبرز تحدٍ بيئي هام في المملكة يتمثل في نقص البنية التحتية لإعادة تدوير الألواح الشمسية. فمن المعروف أن العمر الافتراضي لهذه الألواح لا يتجاوز 30 عاماً، وهي تحتوي على مواد سامة مثل الرصاص والكادميوم، والعديد من العناصر الأخرى الضارة بالبيئة مما يجعل التخلص التقليدي في المرادم خطرًا على البيئة، حيث يمكن أن يؤدي إلى تلوث التربة والمياه إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب.

وفي ظل غياب بنية تحتية متطورة لإعادة التدوير، تبرز حاجة ملحّة لإنشاء مرافق متخصصة تعمل على تفكيك الألواح الشمسية وإعادة استخدام مكوناتها، مما يعزز الاقتصاد الدائري ويقلل من التلوث.

ولتشجيع هذه المبادرات، يمكن للجهات المعنية مثل وزارة الطاقة ووزارة الاستثمار تقديم برامج تحفيزية ودعم تقني للمستثمرين في تقنيات إعادة التدوير. كما ينبغي تطوير معايير واضحة لإدارة النفايات الإلكترونية وخصوصاً الألواح الشمسية، واستكشاف شراكات فعالة مع القطاع الخاص، و تمكين الاستثمار في البحث والابتكار لتطوير حلول ذكية و وقابلة للتطبيق لمواجهة هذا التحدي.

الاستثمار في البحث والتطوير في مجال إعادة التدوير لا يساهم فقط في حماية البيئة، بل يفتح أيضًا آفاق جديدة للوظائف والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في هذا القطاع. من خلال التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، يمكن تحقيق تقدم ملموس نحو حلول مستدامة تضمن عدم تلوث البيئة وتدعم النمو الاقتصادي في المملكة.

إضافةً إلى ذلك، يجب توجيه حملات توعوية تهدف إلى تثقيف المجتمع بأهمية إعادة التدوير وكيفية التعامل السليم مع النفايات الإلكترونية. فالتوعية تلعب دورًا حاسمًا في تشجيع سلوكيات مستدامة، مما يسهم في بناء ثقافة بيئية قوية تعزز من التوجه نحو الطاقة المتجددة.

كما يمكن للابتكارات التكنولوجية أن تلعب دورًا كبيرًا في تطوير أساليب فعالة لإعادة التدوير، مما يسهل عملية استعادة المواد القيمة من الألواح الشمسية، وبالتالي تقليل الأثر البيئي الناتج عن التخلص منها.

خلاصة القول:

رغم الفوائد الاقتصادية والبيئية العديدة للألواح الشمسية، من الضروري اليوم إعادة النظر في الاقتصاديات المتعلقة بإعادة تدوير هذه التقنيات. يجب العمل على إيجاد بنى تحتية قوية ومستدامة لاستقبال كميات مهولة من النفايات الالكترونية والتي يمكن الاستفادة منها في عدة مجالات، واعتماد مبادئ الاقتصاد الدائري التي تركز على التصميم المستدام، مما يسهل عملية التفكيك وإعادة التدوير، ووضع معايير واضحة تحدد كيفية التعامل مع الألواح في نهاية عمرها الافتراضي.

إستطلاع الشعر


اشترك معنا في النشرة البريدية

تواصل معنا

البريد الإلكتروني للتواصل مع المجلة
eghs.magazine@gmail.com
رقم الجوال للتواصل مع المجلة
5898 000 53 966+

الأعداد السابقة

التحديات البيئية للطاقة الشمسية في المملكة: هل حان الوقت لتوفير مرافق متخصصة لإعادة التدوير؟

د. سعد بن محمد دهلوي مدير عام الدراسات البيئية  المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي تسعى المملكة العربية السعودية، في...