في إنجاز بيئي جديد يُضاف إلى سجل المملكة العربية السعودية، سُجلت واحة بريدة في منطقة القصيم رسميًا في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر واحة من صنع الإنسان. جاء هذا التتويج بعد جهود مكثفة لتطوير المشروع وتحقيق معايير الاستدامة البيئية، مما جعلها نموذجًا عالميًا في إدارة الموارد المائية وزيادة المساحات الخضراء.
مشروع ضخم يعكس الرؤية البيئية للمملكة
تبلغ مساحة واحة بريدة 19 مليون متر مربع، حيث تعتمد في ريّها على المياه المجددة عبر شبكة ريّ حديثة تمتد لأكثر من 3 ملايين متر. كما تضم الواحة بحيرة بيئية تعزز التنوع البيئي، مما جعلها تحظى بالاهتمام كإحدى المبادرات الرائدة ضمن رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تعزيز المساحات الخضراء وتحقيق التوازن البيئي.
وخلال الاحتفال الرسمي بتسجيلها، تسلّم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، شهادة غينيس، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يعكس تضافر جهود القطاعات الحكومية، ويعزز مكانة القصيم كإحدى أبرز المناطق الرائدة في التشجير والاستدامة البيئية.
مبادرة خضراء وبصمة بيئية رائدة
يعد المشروع جزءً من مبادرات السعودية الخضراء، التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق التنمية المستدامة. وفي هذا السياق، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية، الدكتور فؤاد آل الشيخ مبارك، أن الواحة حصلت على أول بصمة للانبعاث الكربوني، مما يجعلها من أوائل المشاريع البيئية التي تحقق هذا الإنجاز في المملكة.
كما أكد المشرف على مركز الأمير فيصل بن مشعل لحفظ وإكثار النباتات المحلية، الدكتور عبدالرحمن الصقير، أن واحة بريدة تُعد نموذجًا فريدًا يعكس الالتزام بالتنمية الخضراء، مشيرًا إلى أن منطقة القصيم لطالما كانت سباقة في إطلاق المبادرات البيئية التي تسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز المشهد الحضري.
إشادة دولية ودور محوري في الاستدامة
لم يكن إدراج واحة بريدة في موسوعة غينيس مجرد رقم قياسي جديد، بل شهادة دولية على التزام المملكة بتطوير مشاريع بيئية متكاملة تساهم في مواجهة التغير المناخي، وتوفر حلولًا مبتكرة للاستدامة. وقد أشادت جهات بيئية محلية وعالمية بالمشروع، مؤكدين أنه خطوة نوعية نحو تحقيق مستقبل بيئي أكثر استدامة.
بهذا الإنجاز، تبرهن المملكة العربية السعودية على قدرتها في توظيف الموارد البيئية بطرق مبتكرة، وتسهم في خلق مساحات خضراء تعزز التنوع البيئي، وتوفر بيئة مستدامة للأجيال القادمة.
